إسلام آباد.. ثكنة عسكرية في انتظار بوش

استعدادات أمنية ضخمة قبيل زيارة بوش

أمير شبانة- وكالات- إسلام أون لاين.نت/ 3-3-2006
تحولت العاصمة الباكستانية إلى ثكنة عسكرية استعدادا لزيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش ليل الجمعة 3-3-2006 ضمن جولته الآسيوية بينما شهدت البلاد إضرابا عاما احتجاجا على تلك الزيارة.

وانتشرت آلاف من قوات الشرطة والجيش في شوارع العاصمة "إسلام آباد" استعدادا لزيارة بوش عقب يوم واحد من تفجير في جنوب البلاد بكراتشي أسفر عن مقتل دبلوماسي أمريكي خارج القنصلية الأمريكية وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية الجمعة.

وفرضت الشرطة حظرا فجائيا على إطلاق الطائرات الورقية والبالونات بعد أن ذكر نشطاء مسلمون أنهم سيقومون بإطلاق شعارات طائرة مضادة للرئيس بوش كجزء من احتجاجهم على سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وذكر مسئولون أن قوات الكوماندوز الباكستانية اتخذت مواقعها على أسقف المنازل بينما انتشرت قوات الأمن على التلال المحيطة بإسلام آباد والتي استخدمها معارضون للرئيس الباكستاني برويز مشرف لشن هجوم صاروخي على قافلة له في عام 2003، بينما أغلقت سلطات الأمن كل المدارس والعديد من المكاتب الحكومية في العاصمة خشية خروج المظاهرات.

وقال وزير الإعلام الباكستاني الشيخ رشيد أحمد في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية: "لقد قمنا باتخاذ الترتيبات الأمنية اللازمة ونأمل أن تمر زيارة بوش بسلام".

وقال رئيس الشرطة في إسلام آباد بأن نحو 4 آلاف شرطي قد انتشروا لحفظ الأمن في العاصمة، بينما جرى نشر ألفين آخرين في منطقة راوالبيندي القريبة من إسلام آباد مؤكدا أن كافة الترتيبات الأمنية جرى اتخاذها.

وردا على سؤال حول حجم التهديد الذي تواجهه زيارة بوش لإسلام آباد أجاب مستشار الأمن القومي الأمريكي ستيف هادلي: "باكستان تعد حليفا في الحرب على الإرهاب وفي نفس الوقت موقعا تدور فيه رحى الحرب.. لذا فإن هناك خطرا ملحوظا".

وأشار عدد من الخبراء إلى أنه من المنتظر أن يستغل بوش تفجير كراتشي لحث الرئيس الباكستاني -الحليف الرئيسي لأمريكا في حربها ضد الإرهاب- لبذل جهود أكبر للقبض على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري والذي تقول التكهنات إنهما مختبئان في المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان.

وتعليقا على هذا الانفجار الذي أسفر عن مقتل 5 من بينهم الدبلوماسي قال بوش: "الانفجار الذي حدث قبيل زيارتي يعد مؤشرا على أن الحرب على الإرهاب تمضي قدما وأن الأمم الحرة يجب عليها جمعاء أن تحارب الإرهاب".

وأعلن بوش بنفسه مقتل الدبلوماسي في التفجير خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج في نيودلهي -التي قام بزيارتها في محطته الثانية في جولته بجنوب آسيا بعد أفغانستان- مؤكدا أن التفجير لن يثنيه عن زيارة باكستان.

وقال بوش: "أبلغت بالتفجيرات وفقدنا على الأقل مواطنا أمريكيا في التفجيرات هو دبلوماسي". مؤكدا أنه سيواصل جولته قائلا: إن "الإرهابيين والقتلة لن يمنعوني من الذهاب إلى باكستان".

دعوة للإضراب

عدد من المحتجين علي زيارة بوش في إسلام آباد


من ناحية أخرى شهدت عدة مدن باكستانية إضرابا عاما احتجاجا على زيارة الرئيس الأمريكي حيث أغلقت المتاجر والشركات كما أن معظم المواصلات العامة تم إيقافها وأصبحت شوارع مدينة كراتشي مهجورة، وتكرر هذا المشهد في عدد من المدن الرئيسية؛ وذلك استجابة لدعوة "مجالس العمل المتحدة" وهو اتحاد للأحزاب الإسلامية الرئيسية المعارضة في باكستان.

ويخطط هذا التحالف لعقد مسيرة احتجاجية واحدة في وسط مدينة مولتان بجنوب باكستان بدلا من إسلام آباد عقب حظر الحكومة للمظاهرات.

وقال شهيد شامسي المتحدث الرسمي باسم مجالس العمل المتحدة: "إن المشاركين سيرتدون رابطة ذراع سوداء في إشارة لليوم الأسود المقرر فيه زيارة بوش".

وأوضح شامسي أن المشاركين سينضمون بعد ذلك لمسيرة في راوالبيندي التي من المقرر أن يقودها السياسي المعروف ولاعب الكريكيت السابق عمران خان.

في حين خرجت جموع المصلين بعد صلاة الجمعة 3-3-2006 في عدد من أنحاء باكستان منددة بزيارة بوش لباكستان ومرددين هتافات معادية له.

احتجاجات الهند
وكانت زيارة بوش للهند قد قوبلت باحتجاجات ومظاهرات واسعة -نظمها عدد من المنظمات الإسلامية والأحزاب السياسية الهندية- حيث أخذ المتظاهرون يرددون الشعارات المعادية له كما قاموا بحرق العلم الأمريكي.

وذكرت مصادر في الشرطة الهندية والمنظمات المحتجة أن عدد المتظاهرين تراوح ما بين 250 و700 ألف في مدينة حيدر آباد الصناعية بجنوب الهند.

وقال أحد المشاركين: "نحن نعارض بوش وحكومتنا.. لماذا قاموا بدعوة بوش".

وشهدت العاصمة الهندية نيودلهي -الخميس- مصادقة الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج على اتفاق بشأن التعاون النووي المشترك في الأغراض المدنية.

وبالرغم من أن تفاصيل الاتفاقية النووية لم يتم الإعلان عنها على الفور فإن الصفقة تتضمن إمداد الولايات المتحدة للهند بالتكنولوجيا النووية المدنية إذا وافقت الأخيرة على فصل منشآتها الذرية العسكرية عن المدنية.

وتأتي الاتفاقية -التي أعلن سابقا أنها المحور الرئيسي لزيارة بوش إلى الهند (استغرقت ثلاثة أيام)- في ختام شهور من المفاوضات، وبعد أن اتفق الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الهندي على الخطوط العريضة للصفقة أثناء زيارة سينج إلى الولايات المتحدة في يوليو الماضي.

مواضيع ..رائعه وأختيارات موفقه أشكركي على الإهتمام ....