موسكو , الناصرة - رائد جبر صحيفة الحياة - 04/03/06//
تمسكت «حركة المقاومة الاسلامية» (حماس) امس بمواقفها المعلنة من اسرائيل، فجدد رئيس وفدها الى موسكو خالد مشعل رفض الاعتراف بالدولة العبرية، وقال: «لا سلام طالما استمر الاحتلال»، محملاً اسرائيل مسؤولية عرقلة تطبيق «خريطة الطريق» الدولية، في حين شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على «ضرورة» اعتراف الحركة بـ»حق اسرائيل في الوجود» و»رفضها العنف».
واستقطبت زيارة «حماس» اهتماماً واسعاً لكونها أول اتصال يجري بين الحركة ودولة عضو في اللجنة الرباعية الدولية التي تضع اشتراطات عدة على الحركة من بينها نبذ العنف والاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات الموقعة معها. وانعكس هذا الاهتمام في الحضور الاعلامي اللافت لمؤتمر «حماس» الصحافي الذي حضره نحو 400 صحافي، وايضا في حملة التشويش التي رافقت الزيارة والتي بدأت بهجمة اعلامية قوية شنتها صحف موالية لاسرائيل وركزت على وجود رابط بين «حماس» والمقاتلين الشيشان. وترافقت الزيارة مع اجراءات امنية مشددة تحسباً لاي ظرف طارئ ممكن ان يحرج موسكو.
وتراقب دول عدة الزيارة عن كثب للتعرف الى حقيقة مواقف «حماس» ومدى استعدادها للتغيير، وصولا الى تحديد سياسة دولية مناسبة ازاء الحركة. وكان الكرملين اعلن امس ان الرئيس فلاديمير بوتين اجرى امس محادثة هاتفية مع نظيره المصري حسني مبارك تناول خلالها زيارة «حماس». في الوقت نفسه، قال نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ادم ايرلي ان الموقف الاميركي هو ان المرء اذا كان سيجتمع مع جماعة ارهابية، فان عليه ان يوضح لهم ان طريقتهم في التصرف غير مقبولة، وان فلسفتهم تتناقض مع اعراف العالم المتحضر، ويجب عليهم ان ينسجموا مع الواقع».
وكان وفد «حماس» وصل صباح امس الى موسكو حيث اتهم مشعل اسرائيل بعرقلة «خريطة الطريق» من خلال الاعتراضات التي وضعتها والتي صبت في مصلحة مشروع آرييل شارون الاحادي الجانب. لكنه قال ان «الكرة الان في الملعب الاسرائيلي، وعلى اسرائيل ان تعترف بالحقوق الوطنية الفلسطينية»، مضيفا ان «الحركة مستعدة للسير قدما قدر الامكان، وكل شيء مرتبط بسياسة اسرائيل». وقال مشعل في مؤتمر صحافي مع لافروف عقب اللقاء معه، ان الحركة لا تنوي الاعتراف باسرائيل، متسائلا: «من يعترف بمن؟ اين هي حدود اسرائيل من اجل ان يُطلب من الفلسطينيين الاعتراف بها؟ (الرئيسان) ياسر عرفات ومحمود عباس اعترفا باسرائيل، فهل ادى ذلك الى تغيير المواقف الاسرائيلية؟»، مضيفاً ان «اسرائيل لا تحترم تنازلات الشعب الفلسطيني. وعبر انتخاب الشعب الفلسطيني الحركة، سيفرض على اسرائيل احترام مطالبنا».
ورأى ان «لا جدوى من المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية او العربية - الاسرائيلية، (رئيس الوزراء الاسرائيلي بالوكالة ايهود) اولمرت يسير على خط شارون، ومصالح اسرائيل الامنية هي الاساس بالنسبة اليهم، وليس التسوية»، مضيفا ان «هذه المواقف لن تصنع سلاما في المنطقة، ولدى الشعب الفلسطيني خيارات اخرى». وتابع: «عندما تحدث الروس معنا في هذا العنوان (المفاوضات) وفي عناوين اخرى، اكدنا موقفنا الواضح اننا سنتعامل مع الامر الواقع القائم بما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني».
من جانبه، قال لافروف بعيد استقباله وفد «حماس» انه طلب من الوفد احترام مطالب اللجنة الرباعية، مضيفا ان «هذا يعني قبل كل شيء ضرورة احترام كل الاتفاقات الموقعة، وضرورة الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود كشريك في المفاوضات، ورفض الوسائل المسلحة لتسوية المشاكل السياسية».
محاولة تفجير كنيسة البشارة
في غضون ذلك، اشعل ثلاثة متشددين يهود مساء امس مفرقعات في كنيسة البشارة للاتين في الناصرة، اكبر مدينة عربية في اسرائيل، ما ادى الى موجة من الذعر بين الحاضرين. ووصف التلفزيون الاسرائيلي ما حصل بأنه محاولة لعملية تفجير.
ووفقاً لرواية الشرطة فإن اليهود الثلاثة، رجلاً وامرأتين، دخلوا الى الكنيسة التي تعتبر احد اهم الاماكن الدينية المسيحية، متنكرين كسياح أجانب وتوغلوا بين جمهور المصلين وأطلقوا مفرقعات نارية، ما أدى الى اصابة شخص. وقالت الشرطة ان الثلاثة كانوا يجرون عربة للأطفال مليئة بالمفرقعات وأنابيب غاز صغيرة. وفور وقوع العملية انهال جمهور المصلين على الثلاثة بالضرب ووصلت قوات كبيرة من الشرطة أغلقت أبواب الكنيسة واعتقلت الثلاثة، فيما تجمهر الآلاف من النصراويين الذين سمعوا النبأ واقتحموا الأبواب، فأطلقت الشرطة قنابل صوتية أدت الى اصابة عدد من الأشخاص. وهددت الشرطة المتظاهرين بقنابل مسيلة للدموع ما لم يتفرقوا. ووصل الى مكان الحادث وزير الامن الداخلي جدعون عزرا الذي اجرى مفاوضات مع المسؤولين عن الكنيسة وقادة البلدية لتمكين الشرطة من اخراج المنفذين الثلاثة.